منظف قوي لبياض قلبك
الأيام تمضي وتطوينا ونحن نهيم في زحام الدنيا، نجري ولا نتوقف لحظات للاستجمام، تصرفات طائشة، وكلمات لاذعة لهذا وذاك، والنفوس يعتليها شيء من غبار تلك الكلمات، فهي تتوسخ كبقية الأشياء التي تلامسها الأيدي، وتصطدم بها الرياح وما يؤذيها هو اللسان.
والمواقف التي تتراكم مع مرور الأيام ولا يتخللها لحظات أنس وعتاب فتتراكم يوماً بعد يوم حتى تصبح كالجبل وبإمكاننا هدمها قبل أن تُهدم علينا..
فالاعتذار يمحو الأخطاء والهفوات التي ربما قصدناها وربما لم نقصدها ولكن تمثلت للطرف الآخر حسب هوى نفسه فأغضبته منا..
والعتاب الجميل الذي يخلو من تبادل الاتهامات والتجريح وتحويله إلى حوار هادئ ربما نرمي بأخطائنا على شياطيننا، وهذا أفضل من طعن أحد أصدقائنا به، فبدلاً من تبادل طعنات السكاكين الحادة للأفئدة يمكن توجيهها إلى الأشياء الأخرى كالظروف والحالة النفسية والشيطان الرجيم الذي زين لنا هذا.
- الهدية لها نفس المعاني الجميلة، سواء كانت من الذهب الغالي أو وردة من البستان.. المهم هو اختيار الوقت المناسب، وتكرار ذلك كلما أحسسنا باتساع الهوة بيننا وبين من نحب، فنحن أمة تهادوا تحابوا.
- كتابة رسالة جميلة للذكرى، ونذكر فيها أصدقاءنا بحبنا لهم حتى وإن أخذنا الوقت ولم تسنح لنا الفرص للتذكير بما تكنه صدورنا لمن نتعايش معهم؛ لأن انصرافنا عنهم لأشياء أخرى ليس معناه عدم اهتمامنا بهم.
فما أجملها من كلمات رقيقة تؤلف بين قلوب كادت أن تبتعد، وتصفي نفوساً كادت تصدأ من عبث الحياة، وتتراكم عليها مخلفات المواقف، وهفوات اللسان، وتتراكم عليها مفاهيم تلك النظرات التي تُرجمت بغير ما رُميت له